هل نستطيع الوثوق بالكتاب المقدس؟

فبراير 4, 2018 | أبحاث

مكتوب من قِبَل الإنسان

الاعتراض الأكثر شيوعا الذي نسمعه بشأن الكتاب المقدس هو أنه لا يمكن الوثوق به ككلمة الله لأنه “كان مكتوب من قِبَل الإنسان والجميع يعرف أن الإنسان مُعَرَّض للخطأ”.لكن في الواقع، كُتِبَ الكتاب المقدس من خلال الانسان، من قِبَل الله.

في الحديث عن الكيفية التي كُتِبَ بها الكتاب المقدس، في رِسالة بُطْرُس الرَّسول ٱلثَّانيَة 1: 21 يُخبِرُنا الكتاب المقدس أنّهُ “… لِأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ ٱللهِ ٱلْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.”

لم يكُن “وحي” كَتَبَة الكتاب المقدس مُشابِهاَ للوحي الذي يحدث لكبار الفنانين لإنتاج عمل فني مُبهِر، الكلمة المُتَرجمة “موحى به” تعني أنه “نَفَس الله” .ممّا ينقل فكرة أن الله “تنفس” الكتاب المقدس. الإنسان كان هو الأداة التي استخدمها الله لنقل أفكاره في الكتاب المقدس.

ليس كتاب واحد

الكتاب المقدس ليس كتاب واحد، ولكنه 66 كتاب مختلف جُمِّعوا تحت كتاب واحد ملزم. وقد كُتِبَ على مدى 1500 سنة من قِبَل حوالي 40 مؤلفاً مختلفاً من جميع مناحي الحياة ومن المهن المختلفة. وقد كُتِبَ باللغات الثلاث المختلفة، في ثلاث قارات مختلفة، خلال أوقات السلم وأوقات الحرب.

لقد دوّن كُتّاب الكتاب المقدس بالضبط ما أراد الله منهم أن يكتبوا عن مئات الموضوعات المُثيرة للجدل، ولكن بانسجام مطلق من بدايته إلى نهايته.

فكر الآن في هذا: تخيّل أننا أجرينا مقابلات مع خمسة أشخاص من نفس الجنسية، يعملون في نفس الوظيفة، كانوا يعيشون في نفس المدينة، خلال العام نفسه، وطلبنا منهم أن يتكلموا عن موضوع واحد مثير للجدل. ما هي فُرَصة حدوث اتّفاق على رأي واحد من قِبَل الجميع؟

على الرغم من كل الاختلافات في حياة أولئك الذين كتبوا الكتاب المقدس، يبقى الكتاب المقدس متناغماً تماماً في مجمله.

والاستمرارية الرائعة للكتاب المقدس هي دليل على أصلها الإلهي. هذه الوحدة تُرجِعنا إلى حقيقة في نهاية المطاف، أنه كان مؤلِّفه واحداً وهو الله نفسه.

قدَّمَ الكتاب المقدس خدمة كانت بمثابة أساس لِمُباشرة العلم الحديث. وُلِدَ العلم الحديث في القرن السابع عشر بسبب الاعتقاد أن الله هو إله غير متغير النظام، وغير متغير الهدف والثبات، وهو الاله الذي وُصِفَ وَصُوِّرَ في الكتاب المقدس.

كتاب الروحي

الكتاب المقدس هو “الكتاب الروحي” الوحيد الذي بترابطه يحتوي على نبوءات على مر التاريخ تمَت جميعها لِتَصُبَّ في تحقيق نبؤة رئيسية. على سبيل المثال، تنبأت نبوءة أن المسيح سوف يولد من عذراء في بيت لحم، وأنه سوف يُرفض من قِبل شعبه، وفوق ذلك سيتحمل آثامهم وينقذ شعبه من خطيئتهم. والنهاية جائت بثمرها عندما كان يسوع على الصليب وأعلن انتصاره قائلاً، “قد أُكمِلَ.”

الكتاب المقدس هو كلمة الله الحية والقوية. ويمكن الوثوق بها لأنها معصومة عن الخطأ، موحى بها. هي البوصلة التي أعطانا إياها الله  لِتَحكُم وتُرشِد حياتنا.

قد لا يقول لنا الكتاب المقدس كل ما نريد أن نعرفه، ولكنه بالتأكيد يخبرنا كل ما نحتاج أن نعرفه من أجل إقامة علاقة صحيحة مع الله.

وعلى الرغم من أنه لا يوجد فيه تناقضات، لكنه بالتأكيد يروي خطيّة الإنسان. وكانت أول خطيّة عندما رفض الإنسان الله في جنة عدن.

المصدر: https://www.livingwaters.com

Share This